هل سيقضي الروبوت الزراعي تماماً على صناعة مبيدات الحشائش؟
تخيل معي هذا المشهد في فجر يوم ربيعي، ليس في عام 2025، بل ربما بعد ذلك بعقد من الزمان.
الشمس تشرق على حقل ممتد من زهور الكاموميل (البابونج) البيضاء الرقيقة. الجو هادئ، لا يعكره هدير الجرارات الضخمة ولا رائحة الكيماويات النفاذة. بدلاً من ذلك، تسمع هسيساً ميكانيكياً ناعماً، وحركة دؤوبة بين الصفوف.
إنه ليس عاملاً بشرياً، بل "كيان" معدني صغير. روبوت، لا يتجاوز حجمه وهيكله حجم طفل في العاشرة من عمره، مصمم لاقتحام الأماكن التي تعجز عنها الآلات الكبيرة.
المحاكاة المتقنة: عودة "العامل اليدوي" المثير في هذا المشهد ليس الروبوت بحد ذاته، بل طريقته في العمل. إنه لا يرش، ولا يحرث بعنف. إنه يسير بحرص شديد، متكئاً على ما يشبه "الركبتين" المبطنتين، ليكون في مستوى النظر تماماً مع النبتة الصغيرة.
عيناه الإلكترونيتان (كاميرات الطيف الضوئي) تمسحان الأرض بدقة جراح ، تفرقان في أجزاء من الثانية بين ورقة الكاموميل الثمينة وبين الحشيشة الضارة الدخيلة.
وفي حركة ميكانيكية انسيابية تحاكي يد الفلاح الخبير منذ آلاف السنين، تمتد يده اليسرى ذات الملاقط الدقيقة لتمسك بالحشيشة من جذورها، بينما يده اليمنى تمسك بـ "منجل صغير" كلاسيكي حاد، جاهز لقطع أي جذر عنيد لا يستجيب للشد، دون أن يمس زهرة الكاموميل المجاورة بسوء.
الخيال الذي يصبح واقعاً قد يبدو المشهد خيالاً علمياً الآن، لكن تقنيات الرؤية الحاسوبية والذراع الروبوتية تتطور بسرعات مذهلة. السؤال لم يعد "هل سيحدث هذا؟" بل "متى سيصبح هذا الروبوت أرخص من تكلفة رش المبيدات؟".
فكرة ورؤية: موسى حمدي. تمت إعادة الصياغة اللغوية وتوليد الصورة التعبيرية بمساعدة أدوات الذكاء الاصطناعي (Gemini 3 Pro & Nano Banana Pro).

تعليقات
إرسال تعليق