هندسة الدماغ التي لا تحتمل العبث
هل تأملت يوماً في تلك "المصفاة" الدقيقة الموجودة داخل رأسك؟ تخيل أنك تمتلك جهازاً ربانياً فائق التعقيد، مبرمجاً بموازين دقيقة لا تُقاس حتى بالجرامات، بل بما هو أدق وألطف. هذا الجهاز (عقلك) هو الذي يضبط لك ألوان الوجود، يحدد لك متى تفرح، متى تحزن، كيف ترى الضوء، وكيف تسمع الصوت. هو "عدستك" الصافية لرؤية العالم كما أراده الله أن يُرى. هذا التوازن الكيميائي والكهربائي الدقيق هو "العصفور الذي في يدك". هو النعمة الحاضرة، هو الواقع الآمن، هو قدرتك على تمييز الأشياء والسيطرة على ذاتك. محاولة الإنسان للتدخل في هذا البرنامج الإلهي الدقيق عن طريق "المخدرات" ليست مجرد خطأ صحي، بل هي ظلم عظيم للنفس (ظلم لأنك تضع الشيء في غير موضعه). إنها محاولة فجة لكسر شفرة هذا النظام المتزن طمعاً في "عشرة عصافير على الشجرة" (نشوة مؤقتة، أو رؤى واهمة، أو هروب زائف). لكن الثمن فادح.. فمن يكسر "فلاتر" الإدراك الطبيعية التي وضعها الخالق، قد لا يستطيع إصلاحها مجدداً. ومن يستعجل المتعة بغير مفاتيحها الشرعية والطبيعية، يُعاقب بفقدان طعم المتعة الحق...